للمشاهدة والتحميل اضغط هنا
فيلم وحش حولي 2025
فيلم وحش حولي 2025 كامل ماي سيما: والمستوحاه من قصة حقيقية حدثت بالفعل في الكويت: فيلم «وحش حولّي» هو أحد أبرز الإنتاجات الكويتية لعام 2025، وينتمي إلى فئة الجريمة والإثارة النفسية. ضمن سلسلة «وحوش الكويتية» التي أعادت فتح ملفات جرائم واقعية هزّت المجتمع الكويتي على مدى سنوات طويلة. الفيلم من إخراج محمد سلامة، وكتابة فيصل البلوشي، وبطولة بشار الشطي، محمد يوسف أوزو، ومحمد الصاوي، ويُعد من أكثر الأعمال جرأة في تجسيد مأساة إنسانية وواقعية لم يكن المجتمع الكويتي قد نسيها بعد.
تدور أحداث الفيلم في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة، تحديدًا بين عامي 2007 و2008، في منطقة حولي، حيث كانت الكويت آنذاك تعيش على وقع الخوف والرعب بسبب سلسلة من الجرائم الغامضة التي استهدفت الأطفال القُصّر. تبدأ القصة بجرائم متفرقة لم يكن أحد يربط بينها في البداية، حوادث اختفاء متكررة لأطفال صغار من أحياء مختلفة في المنطقة، يتبعها العثور على جثثهم في ظروف غامضة وبطريقة بشعة. ومع كل جريمة جديدة، كانت حالة الهلع تتفاقم في الشوارع، وتزداد الضغوط على رجال الأمن لكشف هوية الفاعل المجهول الذي أطلق عليه الإعلام لاحقًا اسم «وحش حولي».
يتتبع الفيلم خطين دراميين متوازيين: الأول هو رحلة المحقق حازم (الذي يؤدي دوره الفنان بشار الشطي) في محاولة فكّ خيوط اللغز قبل وقوع جريمة جديدة، والثاني هو العالم المظلم للمجرم نفسه، الذي جسّده ببراعة محمد يوسف أوزو في أداء مخيف ومعقّد جمع بين البرود والانفعال، وبين القسوة والاضطراب النفسي. من خلال شخصية حجاج السعدي، العامل المصري الذي يعيش حياة مزدوجة، نرى كيف يمكن أن يتحوّل إنسان عادي ظاهريًا إلى كابوس يطارد مدينة بأكملها. الأداء الذي قدّمه أوزو كان مرعبًا بقدر ما كان إنسانيًا، حيث لم يكتفِ بإظهار الجانب الوحشي من الشخصية، بل نقل أيضًا صراعاتها الداخلية وشعورها بالذنب والضياع والانتقام، مما جعل المشاهد في لحظات يشعر بالاشمئزاز والخوف، وفي لحظات أخرى بالشفقة والتساؤل عن جذور الشر في النفس البشرية.
المخرج محمد سلامة قدّم رؤية بصرية متميزة خدمت أجواء القصة المظلمة، فقد استخدم إضاءة خافتة وزوايا تصوير ضيقة ليُشعر المشاهد بالاختناق والتوتر، وكأنه يعيش داخل عقل الجاني نفسه. كما لجأ إلى الإيقاع البطيء المدروس في بعض المشاهد لإبراز الحالة النفسية للشخصيات، وإلى الموسيقى التصويرية المكثفة التي كتبها خصيصًا موسيقيون كويتيون لتصعيد الإحساس بالخطر والقلق. المشاهد الليلية كانت محبوكة بعناية، تجسّد الرعب دون الحاجة إلى مبالغات أو مؤثرات زائدة، مما أعطى للفيلم واقعية قاسية تضع المشاهد وجهًا لوجه أمام الجريمة كما حدثت تقريبًا في الواقع.
الفيلم، رغم أنه مأخوذ من قصة حقيقية حدثت فعلًا في الكويت، إلا أنه لم يعرض كل تفاصيلها بشكل مباشر أو صريح. بدلاً من ذلك، اكتفى بإيحاءات ذكية تُشير إلى ما حدث فعلاً دون أن يغوص في التفاصيل القاسية احترامًا للضحايا وذويهم. وقد اعتبر كثير من النقّاد أن الفيلم قدّم نسخة “مخففة” من المأساة الأصلية، لكنه في الوقت نفسه استطاع أن يُبرز الصدمة النفسية والاجتماعية التي تركتها تلك الجرائم في وجدان المجتمع الكويتي، خصوصًا بين الآباء والأمهات الذين عاشوا تلك المرحلة المظلمة من الخوف على أبنائهم.
ما يميّز الفيلم أيضًا هو الطريقة التي ربط بها الواقعة الفردية بطرح إنساني أوسع، إذ لم يقتصر على تتبع القاتل أو تفاصيل التحقيق فحسب، بل حاول من خلال ضابط التحقيق حازم أن يطرح تساؤلات عميقة: كيف يتعامل الإنسان مع الشر حين يواجهه وجهًا لوجه؟ وهل يمكن للعدالة أن تلتئم مع الرحمة في آن واحد؟ الضابط في الفيلم ليس بطلًا خارقًا، بل إنسان ممزق بين واجبه المهني ومشاعره الإنسانية، يحاول أن يمنع مأساة جديدة وهو يدرك أنه يطارد ظلًا، وأن كل دقيقة تمرّ قد تعني حياة طفل آخر تضيع.
أما من الناحية التقنية، فقد جاء الفيلم بمستوى إنتاجي عالٍ مقارنةً بأعمال الدراما الخليجية المعتادة. فالمشاهد الخارجية صُوّرت في أماكن واقعية داخل مدينة حولي، مما أضفى على القصة مصداقية كبيرة. كما تميّزت عمليات المونتاج بتقطيع متوازن بين الماضي والحاضر، ليبقى المشاهد طوال الوقت في حالة من الترقب، لا يعرف أين ستقوده القصة أو متى سيقع الفعل التالي. كل ذلك جعل من “وحش حولي” تجربة بصرية مشوقة ومؤلمة في آنٍ واحد.
يُذكر أن قصة «وحش حولي» الحقيقية كانت واحدة من أكثر القضايا إيلامًا في تاريخ الكويت، فقد خلّفت وراءها حزنًا عميقًا وغضبًا واسعًا، وأثارت تساؤلات كثيرة حول الأمن، التربية، والعوامل النفسية التي يمكن أن تدفع إنسانًا لارتكاب مثل هذه الأفعال ضد الأطفال الأبرياء. ومن هنا جاءت أهمية الفيلم، ليس فقط كعمل فني، بل كمرآة تُعيد تذكير المجتمع بضرورة فهم جذور العنف ومواجهته، لا إنكاره.
الفيلم مدته ساعة ونصف، موجّه للمشاهدين فوق سن الثامنة عشرة نظرًا لحساسية محتواه، وقد حصل على تقييم 6.5/10 من النقّاد على مواقع التقييم السينمائي. ومع أنه لا يقدم تجربة سهلة أو مريحة، إلا أنه يترك أثرًا قويًا في ذهن كل من يشاهده، ويذكّرنا بأنّ الشر لا يسكن الأماكن، بل يسكن النفوس التي فقدت إنسانيتها.
هكذا يكتمل فصل جديد من سلسلة «وحوش الكويتية»، بعد «عرس النار» و«وحش أمينة»، ليواصل هذا المشروع الفني المثير إعادة إحياء الجرائم التي شكّلت وعي المجتمع الكويتي، ولكن هذه المرة عبر عمل يوازن بين الحقيقة والفن، بين التوثيق والدراما، بين الألم والرغبة في الفهم
احداث محورية وحش حولي
- بين 2007 و2008، بدأت سلسلة اختفاء أطفال صغار في منطقة حولي، دون وجود رابط واضح بين الحوادث في البداية.
- اكتشاف جثث الأطفال لاحقًا في ظروف غامضة وبشعة، مما أثار الرعب في المجتمع والضغط على الشرطة لكشف هوية الجاني.
- المحقق حازم يشرع في تتبع الأدلة لمحاولة منع وقوع جريمة جديدة، وهو ممزق بين واجبه المهني ومشاعره الإنسانية.
- حجاج السعدي، عامل مصري، يعيش حياة مزدوجة: إنسان عادي ظاهريًا، لكنه يتحول إلى قاتل متسلسل، يظهر صراعًا نفسيًا بين وحشيته وشعوره بالذنب.
- الفيلم يوضح الجانب النفسي للمجرم، صراعه الداخلي والانتقام، ويجعل المشاهد يشعر أحيانًا بالاشمئزاز والخوف وأحيانًا بالشفقة والتساؤل عن جذور الشر.
- الأحداث تتكشف بالتوازي بين جهود المحقق وحياة الجاني المظلمة، مع كل جريمة جديدة تتصاعد حالة الخوف والهلع.
- من خلال شخصية حازم، يتم طرح تساؤلات حول مواجهة الشر، العدالة، والقدرة على التوفيق بين الرحمة والواجب.
- الفيلم يكتفي بالإيحاء بالحقائق القاسية دون عرضها صراحة احترامًا للضحايا، لكنه يوضح الصدمة النفسية والاجتماعية التي خلفتها الجرائم.
- ينتهي الفيلم بمواصلة المحقق السعي للقبض على الجاني، مع شعور دائم بالترقب والخطر، ويترك أثرًا نفسيًا قويًا في المشاهد حول طبيعة الشر والإنسانية المفقودة.
