للمشاهدة والتحميل اضغط هنا
احداث الحلقة 24 مسلسل فهد البطل: موت ام فهد
في الحلقة الرابعة والعشرين من مسلسل “فهد البطل”، كان الدير هادئ بشكل غريب، مفيش صوت غير أنفاسهم ووقع خطواتهم البطيئة. وفاء كانت واقفة قدام فهد وراوية، ملامحها باينة عليها إنها تعبانة قوي، لكن في نفس الوقت عينيها فيها نظرة إصرار كأنها قررت النهارده تقول كل حاجة كانت مخبياها لسنين. مدت إيديها وطلبت منهم يقربوا، ولما بقوا جنبها بصت لفهد الأول، وبصوت متقطع من التعب والاختناق، قالت له إنها طول عمرها عايشة بخوف، وإن السبب في موت جوزها الأول مش زي ما الناس افتكروا، لا، الحقيقة إن غلاب الجارحي هو اللي كان وراه، وإنه هددها بقتلهم هما الاتنين لو فتحت الموضوع أو حاولت تاخد حقه.
الكلمات كانت طالعة منها بصعوبة، كل كلمة بتنهكها أكتر، وراوية واقفة مش مصدقة اللي بتسمعه، وإيدها على فمها من الصدمة. وفاء كملت وهي بتبص لفهد بتركيز كأنها عايزة تطبع ملامحه في قلبها قبل ما تروح، وقالت له إنه مش بس ابن حماد الجارحي في الدم، لكن كمان في القوة والشجاعة، وإنها دايمًا كانت فخورة بيه حتى وهي بعيدة، وإنه كان دايمًا السبب اللي خلاها تستحمل الحياة رغم الخوف.
وفجأة، وهي لسه ماسكة إيده، حس فهد بقبضتها بتخف، وعينيها بتلمع بالدموع اللي ما لحقتش تنزل، وجسمها بدأ يترنح قدامه. راوية مدت إيديها بسرعة وهي بتصرخ “ماما!” لكن وفاء كانت خلاص بتفقد قوتها، وأفلتت منهم ووقعت على الأرض وسطهم. فهد نزل على ركبته بسرعة، حضنها وحاول يهزها كأنه بيحاول يرجعها، لكن نفسها كان بيضعف لحد ما وقف تمامًا. اللحظة دي كانت صادمة، الدنيا حسّت إنها تقف للحظة، والاتنين قاعدين على الأرض مش قادرين يستوعبوا إنهم بيودعوها دلوقتي.
بعد وقت قصير، غلاب وصل، ولما شافها وهي ممددة على الأرض، وشها هادي لكن فيه أثر دموع، اتجمد في مكانه كأنه اتشل. ثواني ووشه اتغير، عينيه مليانة دموع بس صوته طالع بغضب ووجع وهو بيصرخ “ماتت ولسه النار في قلبي مولعة!”، الصوت كان عنيف لدرجة خلت الموجودين يتراجعوا خطوة. بدأ يزعق ويكسر أي حاجة حواليه، إيده بتخبط في أي حاجة قدامه، وبعدين وقع على ركبته جنبها، مسك إيدها الباردة وقربها من وشه وهو بيبكي بكاء مكسور.
وفهد لقى في إيد أمه ورقة صغيرة، شدها بهدوء وكأنه بيخاف يقطعها، وفتحها وإيده بترتعش. بدأ يقرأ بصوت منخفض لكنه مليان مشاعر: “غفرانكم هو كل ما أريد قبل الموت”. راوية ساعتها فقدت سيطرتها على دموعها، وانهارت في حضنه وهي بتبكي بحرقة وتقول: “ليه متأخرين كده يا ماما؟”. المشهد كله كان مليان إحساس ثقيل بالفقد، كأن الحزن غطى المكان، ومفيش صوت بعدها غير بكاء مكتوم وأنفاس مقطوعة، واللي كان واضح إن اللحظة دي هتفتح باب جديد للصراع، باب كله غضب وانتقام.