للمشاهدة والتحميل اضغط هنا
فيلم عرس النار 2025
عرس النار 2025: القصة الحقيقية التي استُوحي منها فيلم “عرس النار” الكويتي ضمن سلسلة “وحوش 2025” تعود إلى واحدة من أكثر الحوادث مأساوية في تاريخ الكويت الحديث، وهي حادثة حريق عرس الجهراء التي وقعت في الخامس عشر من أغسطس عام 2009. في تلك الليلة المشؤومة، كانت أجواء الفرح تملأ المكان، خيمة ضخمة نُصبت خصيصًا لاحتضان الحفل النسائي الذي أقيم بمناسبة زفاف أحد أبناء المنطقة، امتلأت بالنساء والأطفال يضحكون ويغنون ويحتفلون، دون أن يدرك أحد أن تلك الليلة ستتحول في لحظات إلى واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية التي عرفتها البلاد.
اشتعلت النيران فجأة في الخيمة، وانتشر اللهب بسرعة مهولة بسبب طبيعة المواد القابلة للاشتعال التي صُنعت منها. الحريق التهم كل شيء خلال دقائق، وحاصر الحاضرين في الداخل، فاختلطت الصرخات بالدخان، وسادت الفوضى والذعر. حاول البعض الهرب، لكن الأبواب كانت ضيقة، والازدحام حال دون خروج الكثيرين. في ثلاث دقائق فقط، تحولت الخيمة إلى كتلة من اللهب، وراح ضحية الحادثة ست وخمسون روحًا، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما أصيب العشرات بحروق بالغة.
وبينما كانت البلاد كلها تحت وقع الصدمة، ظهرت المفاجأة الكبرى بعد ساعات قليلة فقط، حين تقدمت نصرة يوسف محمد العنزي، زوجة العريس السابقة، إلى مخفر الفروانية، واعترفت بارتكاب الجريمة. قالت إنها سكبت مادة البنزين على الخيمة وأشعلت النار بواسطة عود ثقاب، رغبةً منها في تخريب العرس فقط، دون أن تتخيل أن فعلتها ستؤدي إلى هذه الكارثة الإنسانية. اعترفت بكل التفاصيل أمام المباحث الجنائية، وروت كيف أعدت الجريمة بخطوات متعمّدة، لكنها بررت فعلها بأنها كانت مدفوعة بالغضب والغيرة.
النيابة العامة وجهت إليها تهمتي الحريق العمد والقتل العمد، وأكدت التحقيقات أنها أعدت مادة قابلة للاشتعال (البنزين) وأشعلت بها الخيمة قاصدةً الإيذاء، وهو ما أدى إلى وفاة وإصابة العشرات. وفي الثلاثين من مارس عام 2010، أصدرت محكمة الجنايات في الكويت حكمها النهائي بإعدام المتهمة شنقًا، ونُفذ الحكم صباح الخامس والعشرين من يناير عام 2017 بعد تصديق أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الحكم.
لاحقًا، أعيد فتح الحديث عن تلك المأساة بعد مرور أكثر من خمسة عشر عامًا، عندما أطلقت منصة شاشا مسلسل “وحوش” في مارس 2025، وهو عمل درامي مؤلف من أربع قصص مستوحاة من جرائم واقعية هزّت الكويت. وكانت أولى هذه القصص بعنوان “عرس النار”، مستوحاة مباشرة من حادثة حريق خيمة الجهراء، حيث حاول صُنّاع العمل أن يعيدوا سرد المأساة دراميًا عبر معالجة إنسانية نفسية، تسلط الضوء على الغضب، الغيرة، والجانب المظلم من النفس البشرية، بعيدًا عن مجرد توثيق الواقعة.
تحدثت التقارير آنذاك أن الحريق أتى على الخيمة ومحتوياتها خلال ثلاث دقائق فقط، فيما عملت الجهات الكويتية على تحديد هوية الضحايا باستخدام فحوص الحمض النووي، بسبب صعوبة التعرف على الجثث. وأشارت التحقيقات الأولية في البداية إلى احتمالات متعددة مثل التماس الكهربائي أو خلل في أدوات الطهي أو أجهزة البخور، لكن الحقيقة ظهرت سريعًا مع اعتراف الجانية. هرعت فرق الإطفاء والإنقاذ إلى المكان، ومعها عشرات سيارات الإسعاف، لكن الفوضى والازدحام حالت دون إجلاء المصابين بسرعة، بينما كان أقارب الضحايا يتدفقون إلى الموقع في مشهد مأساوي يصعب نسيانه.
كانت خيمة النساء التي اندلع فيها الحريق منفصلة تمامًا عن خيمة الرجال كما جرت العادة في الأعراس الكويتية، وهو ما جعل معظم الضحايا من النساء والأطفال الذين لم يتمكنوا من النجاة. وظلت هذه الجريمة محفورة في الذاكرة الجماعية للكويتيين كحادثة أليمة جسّدت مأساة الغيرة حين تتحول إلى دافع للانتقام، وتحوّل الفرح إلى مأتم.
ومن تلك الحادثة ولدت فكرة فيلم “عرس النار”، الذي أعاد عبر الدراما إحياء تفاصيل الجريمة من منظور إنساني، مستكشفًا السؤال الأعمق الذي تطرحه سلسلة “وحوش”:
هل يولد الإنسان شريرًا؟ أم أن الظروف وحدها من تحوّله إلى وحش؟
احداث محورية عرس النار
- في 15 أغسطس 2009، أقيم حفل زفاف في خيمة نسائية في الجهراء، وكانت مملوءة بالنساء والأطفال والفرح والاحتفالات.
- اندلع الحريق فجأة في الخيمة بسبب مادة قابلة للاشتعال، وانتشر بسرعة مهولة، محاصرًا الحاضرين داخلها.
- الاختناق والفوضى والازدحام حالت دون هروب الكثيرين، وتوفي 56 شخصًا معظمهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بحروق بالغة.
- فرق الإطفاء والإسعاف وصلت سريعًا، لكن الحادثة كانت مأساوية بسبب سرعة انتشار النار وصعوبة إجلاء الضحايا.
- التحقيقات الأولية تطرقت لاحتمالات متعددة مثل التماس الكهربائي أو خلل في أجهزة الطهي أو البخور، لكن الحقيقة ظهرت مع اعتراف الجانية.
- نصرة يوسف محمد العنزي، زوجة العريس السابقة، اعترفت بأنها سكبت البنزين على الخيمة وأشعلتها بواسطة عود ثقاب، بدافع الغيرة والرغبة في تخريب العرس، دون توقع حجم الكارثة.
- النيابة العامة وجهت إليها تهمتي الحريق العمد والقتل العمد، وأصدرت محكمة الجنايات حكمًا بالإعدام، ونُفذ الحكم في 25 يناير 2017 بعد تصديق أمير الكويت.
- خيمة النساء كانت منفصلة عن خيمة الرجال، مما جعل معظم الضحايا من النساء والأطفال الذين لم يتمكنوا من النجاة.
- الحادثة تركت صدمة عميقة في المجتمع الكويتي، وبرزت كأحد أبرز الأمثلة على كيف يمكن للغيرة والدوافع النفسية أن تتحول إلى مأساة جماعية.
- من هذه الحادثة استُلهم فيلم «عرس النار» (2025) ضمن سلسلة «وحوش»، مع معالجة درامية إنسانية نفسية تركز على الغيرة، الغضب، والطبيعة المظلمة للنفس البشرية، بعيدًا عن التوثيق المباشر للواقعة.
